أطلقت السلطات المصرية السبت، سراح عبود الزمر، وابن عمه طارق الزمر، القياديين السابقين بتنظيم "الجهاد الإسلامي"، والمتهمين بقضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.، وأعلن عبود الزمر عن نتيه تأسيس حزب سياسي في الفترة القادمة دون أن يحسم أمره في الترشح لانتخابات الرئاسة أو مجلس الشعب.
جاء الإفراج عن المتهمين بقضية اغتيال السادات بموجب قرار أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أواخر الأسبوع الماضي، بالإفراج عن نحو 60 سجيناً ن المحكومين الذين أمضوا بالفعل فترة عقوبتهم، بينهم عدد من القيادات السابقة بالجماعة الإسلامية.
من جانبه، رحب طلعت السادات، العضو السابق بمجلس الشعب، ونجل شقيق الرئيس الراحل، بالإفراج عن عبود وطارق الزمر، وقال إنه "أول من طالب الرئيس السابق، حسني مبارك، بالإفراج عن عبود الزمر، خاصةً وان استمراره وابن عمه في السجن، لم يكن له سند قانوني، بعد انتهاء مدة عقوبتهما، منذ عام 2001."
وقال السادات، في تصريح خاص لـCNN العربية، إن "سبب استمرار عبود وطارق الزمر في السجن حتى الآن، سببه الرئيس مبارك، الذي كان يخشي خروجهما"، وأعرب عن اعتقاده بأن الإفراج عنهما سيلقى قبول لدي أبناء الرئيس الراحل، مشيراً إلي أن الأخير "لو كان على قيد الحياة، لأمر بالإفراج عنهما بعد انتهاء مدة العقوبة."
وكانت أم الهيثم قد ذكرت، في تصريحات سابقة لـCNN بالعربية، أنها أُبلغت بالقرار الصادر عن المجلس العسكري، إلا أنها أكدت أنه لم يتم إطلاق سراحهما حتى وقت متأخر من مساء الخميس، وأشارت إلى أنها تتوقع خروجهما خلال ساعات.
وجددت أم الهيثم تأكيدها على أن زوجها، الذي تجاوز الـ60 من عمره، لا يعتزم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، بسبب "وضعه الصحي"، وقالت إنه "سيكتفي بتقديم المشورة للشباب"، ولكنها أكدت أنه "مازال يتمسك بأحقية التيار الإسلامي في وجود سياسي علني."
ويُعد عبود الزمر أبرز القياديين السابقين في تنظيم "الجهاد"، و"أقدم سجين سياسي" في مصر، حيث أمضى في السجن ما يقرب من 30 عاماً، على خلفية أحكام صادرة بحقه في قضيتي "اغتيال السادات"، و"تنظيم الجهاد"، ورغم أنه أمضى فترة عقوبته منذ عام 2001، فقد رفضت الأجهزة الأمنية الإفراج عنه.
وقامت السلطات الأمنية بنقل عبود وطارق الزمر إلى سجن "طره" مؤخراً، بعد الأحداث الدامية التي شهدها سجن "الإبعادية"، في مدينة دمنهور، كبرى مدن محافظة البحيرة، وهو ما اعتبره بعض المراقبين أن يكون مقدمة للإفراج عنهما.
يُذكر أن عبود الزمر كان ضابطاً سابقاً في الاستخبارات الحربية المصرية، قبل أن يتزعم تنظيم "الجهاد" ويتولى تدريب عناصره والتخطيط لعملية اغتيال السادات في السادس من أكتوبرعام 1981، أثناء حضوره عرض عسكري بذكرى الانتصار في حرب أكتوبر 1973.
وقد اغتيل السادات برصاصات أطلقها خالد الإسلامبولي، المنفذ الرئيسي للهجوم، والذي كان داخل عربة عسكرية مشاركة في العرض، وجرى إعدام الإسلامبولي لاحقاً رمياً بالرصاص.
وصادق القضاء المصري في 20 مارس بمعاقبة عبود الزمر بالأشغال الشاقة المؤبدة، عن تهمتي الاشتراك بطريق الاتفاق والمساعدة في قتل السادات، وجريمة حيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر ومفرقعات بدون ترخيص واستعمالها بغرض ارتكاب اغتيال سياسي.
وفي 6 يناير 1985 صادق الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، على الحكم الصادر من محكمة الجنايات بمعاقبة الزمر بالسجن المؤبد عن جميع التهم المنسوبة إليه، عدا تهمة محاولة قلب نظام الحكم بالقوة، والتي عوقب فيها بالسجن 15 سنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق