الاثنين، 14 مارس 2011

حكايات السندريللا ( سعاد حسنى )في قصر الرئاسة

سعاد حسني.. رفضت إغراءات الثروة وقالت لمبعوث صفوت الشريف: أنا باكره شكله .. ده شبه نظيم شعراوي!!  رفضت دخول الغرفة السرية في قصر الرئاسة 6 مرات .. وفي المرة السابعة  هددت بفضح الجميع في مذكراتها  فقرروا التخلص منها  صفوت كان يطلق على مبارك لقب العريس وسعى لاغوائه بالنساء كى يحتفظ بالتسجيلات الفاضحة
إن ما حدث لم يخطر علي بال أحد من المصريين أو غيرهم فقد ظلت واقعة موتها لغزا كبيرا وملفا غامضا احتارت العقول في تفسيره وأسراره أو الكشف عن حقيقته، وتم إغلاق الملف باعتباره حادث انتحار رغم الإيهام بأن الشرطة البريطانية كانت تحقق في الحادث.
وماتت السندريللا ومعها الكثير من الأسرار التي بدأت تتكشف عقب سقوط عصر النجاسة أو عصر الفساد الحقيقي الذي كانت النساء والثروات والسرقة والنهب والتعذيب والقتل أهم عناوين له.
ولم يكن لأي شخص في مصر أن يتخيل أن هناك ضغوطاً قذرة تم ممارستها علي تلك الفنانة الكبيرة كي تدخل الغرفة السرية في قصر الرئاسة والتي كان يتم فيها ممارسة أسوأ وأحقر أشكال الرذيلة.
وهنا لابد من التوقف ليس فقط لكشف أبشع وأحقر محاولات ابتزاز ومساومات قذرة ولكن لكشف الوجه الآخر للحكم والنظام السابق الذي كان يدير الوطن من الغرف السرية ويسعي لإرضاء نزواته وشهواته الحيوانية.
فمنذ أيام قررت السيدة جانجاه حسني، شقيقة الفنانة الراحلة سعاد حسني، إعادة فتح قضية مقتل شقيقتها من جديد، وذلك لكشف عدد من المفاجآت.
وأكدت جانجاه أنها تقدمت ببلاغ للنائب العام، تكشف خلاله بالأدلة تورط مسئولين كبار في الدولة في مقتل شقيقتها، نافية أن تكون سعاد قد انتحرت تحت أي سبب من الأسباب.
وعن سبب اختيارها لهذا التوقيت لتكشف هذه الخبايا علي الرغم من مرور سنوات طويلة علي وفاة شقيقتها، قالت جانجاه إنها مع نجاح الثورة وسقوط نظام مبارك جاءتها الشجاعة أن تكشف هذه الحقائق، بعد أن كان مصير القضية قد أغلق بعدما رفضت المحكمة إعادة تشريح جثمان سعاد، بسبب بعض المغالطات في التقارير الفنية والطبية التي أجرتها السلطات البريطانية في هذا الصدد.
وشددت جانجاه علي أن هؤلاء المسئولين قرروا التخلص من سعاد بعدما علموا أنها تخطط لكتابة ونشر مذكراتها الشخصية التي كان من شأنها كشف أسرار وفضائح عدد من المسئولين الكبار في النظام الحاكم.
إن تلك السطور تحمل بين كلماتها الكثير من الأسرار والأسئلة، فمن هو المسئول الكبير الذي سعي للتخلص من سعاد حسني ولماذا، وهل كان الرئيس المخلوع نفسه وراء قرار التخلص منها؟!.. وما علاقته بالقصة من أولها لآخرها.
في أحد الأيام ظهرت الفنانة سعاد حسني بعد تصوير أحد مشاهدها في فيلم "رغبة متوحشة" لتتحدث عن علاقتها بالفنان الراحل عبدالحليم حافظ، وكيف كانت العلاقة بينهما أكبر من أن تتحول إلي علاقة زواج تفقد معناها، وشاهدها المسئول الكبير وابتسم ابتسامة كبيرة، وكان يتجمع حوله عدد كبير من وزرائه ومسئوليه الصغار وعلي رأسهم "موافي" الشهير بهذا الاسم في تحقيقات المخابرات الجنسية في الستينيات، وعلي الفور فسر تلك الابتسامة وحللها، لأنه يعرف جيدا مزاج الرؤساء والمسئولين الكبار ويسعي دائما لإرضاء رغباتهم، ومن هنا بدأت المحاولات لإقناع سعاد حسني بزيارة قصر الرئاسة وقضاء سهرة مع المسئول الكبير، ويبدو أن السندريللا اعتقدت أن الرئيس المخلوع هو الذي يسعي إليها وهو الذي يطلب السهرة معها، فقالت لمن جاء يخبرها: أنا باكره أشوف شكله، ده شبه البقرة، وكنا بنعاير نظيم شعراوي علشان فيه شبه منه.. روح قول للي بعتك سعاد حسني بتكره حسني مبارك وقصر الرئاسة علي جزمتها".
وعاد "القواد" يحمل علي وجهه غضب الله، وغير قادر علي نقل كلماتها، لكنه قرر أن يقول لموافي كل ما قالته سعاد حسني حتي لا يرسله إليها ثانية، وبالفعل قال كل كلامها بالحرف، فاشتعل السيد "موافي" غيظا وقرر أن يذهب إليها بنفسه، لكن الفنانة الكبيرة كانت قد قررت أن تترك مصر في رحلة علاج إلي لندن، وكانت في تلك الفترة قد بدأت تشعر بأعراض السمنة، وبالفعل سافرت وتم تأجيل الموضوع لحين عودتها، لكنها عادت سرا في زيارة قصيرة، لكن كل أخبارها كانت بالتفصيل عند موافي، فبدأت المطاردات السخيفة ثانية وتكرر إرسال عشرات المراسيل إليها لدرجة أنها بدأت تدخل في نوبات اكتئاب حاد وقررت العودة إلي لندن لتستقر هناك، لكن المطاردات لم تتوقف والمراسيل القذرة لم تتوقف، وحاولت سعاد حسني الاتصال ببعض معارفها كي يخلصوها من مطاردات موافي، لكنهم طلبوا منها عدم الزج باسمهم في تلك الأمور، وتخلي عنها الجميع بل إنهم كانوا لا يردون علي تليفوناتها ويتهربون منها، فأصيبت باكتئاب حاد من العزلة التي فرضت عليها ومن المطاردات التي لم تتوقف والإغراءات المستمرة، واضطرت سعاد حسني إلي مجاراتهم حتي تتمكن من الهرب، وبالفعل نجحت في العودة إلي لندن وشعر موافي ورجاله بفشلهم وبدأت تنتابهم المخاوف من محاولات كشف سعاد حسني عن محاولاتهم القذرة معها كي تدخل القصر من أبوابه الخلفية، وواصلوا مطارداتها واعترضها بعض رجال موافي في شوارع لندن 6 مرات، وفي السابعة صرخت فيهم وهددت بفضحهم.
وفي تلك الفترة كانت سعاد حسني قد بدأت في كتابة مذكراتها بالفعل وتم تسريب بعض الأخبار التي تشير إلي ذلك، فبدأ موافي وحاشيته يشعرون بالخوف ويخططون للحصول علي تلك المذكرات بأي طريقة، وبالفعل تم مراقبة سعاد حسني ومعرفة الأصدقاء القليلين الذين يترددون عليها وكان من بينهم صحفي بمكتب صحيفة الشرق الأوسط ومدير مكتبها في لندن، وبدأت الاتصالات بهذا الصحفي الذي كانت سعاد حسني قد وثقت فيه وقدمت إليه بعض صفحات من مذكراتها ليقرأها ويعيد صياغتها بأسلوبه، وبدأ رجال موافي يساومون هذا الصحفي ووعدوه بمنصب كبير في التليفزيون، بشرط أن يحصل علي باقي صفحات المذكرات ويسلمها إليهم، وبالفعل نجح هذا الصحفي في مهمته وتم إسناد منصب كبير إليه بقطاع الأخبار بالتليفزيون رغم أن اسمه لم يكن مطروحا في هذا المجال من قبل، وتولي بالفعل أكبر منصب إخباري في التليفزيون، وحصل رجال موافي علي مذكرات سعاد حسني، لكن ذلك لم يكن كافيا خاصة أن الفنانة الراحلة قد تحدثت من لندن إلي مهرجان السينما الذي وضع اسمها علي قائمة المكرمين فاعتذرت عن عدم الحضور وألقت كلمة مسجلة من لندن، وهو الأمر الذي جعل رجال موافي يشعرون بالخوف من أن تكشف ذات يوم عن تفاصيل مذكراتها، فخططوا للتخلص منها، وبالفعل نجحوا في مخططهم القذر واختاروا يوم 21 يونية 2001، وسقطت سعاد حسني من شرفة منزلها في لندن، وكان اختيار هذا اليوم مقصودا لأنه يوافق نفس تاريخ ميلاد الفنان الراحل عبدالحليم حافظ وذلك كي يبدو الأمر وكأنه انتحار، خاصة أن علاقة سعاد حسني مع عبدالحليم كانت معروفة للجميع وتحدث عنها عشرات الكتاب، وبذلك يبدو الأمر وكأن سعاد حسني قد انتحرت ولم يتم التخلص منها.
ويجب هنا أن نتوقف لنقول إنه رغم ما يعرف عن الرئيس مبارك بالابتعاد عن العلاقات الجنسية فإن الحقائق التي تكشفت بعد تنحيه من فساد جعل عصره هو عصر النجاسة تجعلنا نعيد النظر في علاقاته السرية التي لم نكن نعرف عنها شيئا، خاصة مع وجود شخصية مثل شخصية صفوت الشريف الذي كان مسئولا في فترات الستينيات عن ملف الفضائح الجنسية سواء لتجنيد الفنانات أو في ابتزاز مسئولين من خلال التسجيلات القذرة، ومن خلال القصة وتفاصيلها نستطيع أن نقول إن صفوت الشريف كان يسعي إلي توريط مبارك في علاقات آثمة كي يحتفظ له بتسجيلات يساوم بها، ومن هنا فإن تفاصيل قصة سعاد حسني بدأت من صفوت الشريف الذي مارس دور الشيطان في إغواء مبارك وبدأ أيضا في استخدام رجاله لمطاردة سعاد حسني وإجبارها علي دخول الغرف السرية في قصر الرئاسة.
وكان من الواضح أن إغواء مبارك وتوريطه في علاقات مشبوهة أحد أهم أهداف صفوت الشريف، فقد كان يلقب مبارك بـ"العريس" وكان في احتفالات أكتوبر وكما ذكر الموسيقار عمار الشريعي يقول "العريس عايز يفرح" وكان يقصد مبارك.
ولم يثبت أن مبارك طلب شيئا من هذا، وأنه أبدي إعجابه فقط بالفنانة الكبيرة حين ابتسم وهو يشاهدها، ولكن موافي كان حريصا علي ذلك حتي ولو بالقوة أو بالتوريط، فهل ستكشف الأيام المقبلة تفاصيل جديدة؟!.. وهل ستقدم شقيقة سعاد حسني أدلة تكشف بها تفاصيل أكثر عن عصر النجاسة الذي مضي بلا رجعة؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق